في الموضوع السابق ذكرت في مقدمته قصة نشيد غرباء
وصديقي الذي كنا نكررها كثيرا أيام كنا مازلنا طلبة في المرحلة الثانويه.
كنت أعيش مع أسرتي في دولة الكويت وقتها ,
ولأن المرحله كانت مليئه بالنقاء والصفاء والحياه بسيطه لحد ما
فقد تلاقينا وأرتبطنا إرتباط اخوة الدم
أسمه عبد الفتاح عوينات من أصل فلسطيني وجنسيه أردنيه
فبالإضافه أننا كنا زملاء مدرسه و فصل واحد
فقد كنا من رواد مسجد واحد , في ظاهره رائعه بحيث يلتقي الشباب
ويتعارفون في رحاب بيت من بيوت الله
دائما فيه يلتقون وفيه يتعارفون وإليه ينتمون
يساعد فيه كبيرهم صغيرهم ويعاونه خصوصا في مذاكرته وتلقيه لدروسه
فتجد به الطالب الكبير يشرح للأصغر
فقد كان المسجد دوره ليس مقصورا على الصلاه
بل دوره الإجتماعي والتكافلي كبير بين رواده .
في ظل هذا الجو تلاقينا وتعارفنا
كنا نصلي الفجر أو المغرب ثم نخرج سويا
نتمشى في أرجاء منطقتنا التي نسكنها
فعبد الفتاح يسكن قريبا مني
ثم يأتي معي لمنزلنا حيث نجلس فوق سطوح المنزل
نذاكر أحيانا نستمع للشيخ عبد الباسط رحمه الله أحيانا
والذي كان يجمعنا عشق صوته الملائكي
أو نذهب سويا لمطعم في المنطقة المجاوره لنفطر أو نتعشى سويا
والوجبه محدده ومعلومه سلفا هي فطير يسمى شباتي مع الشاي بالحليب .
ثم فرقتنا الأيام بعد الغزو العراقي للكويت
فعدت أنا لمصر ولم أرجع بسبب الغزو وهو كذلك ,
وكل منا أتمم مراحل دراسته الثانويه والجامعيه ببلده
وتلقيت آخر رسالة منه بعدها بعام تقريبا ثم إنقطعت الأخبار فيما بيننا
وتحركت الأيام تتبعها السنون وأنا أذكر أخي وصديقي القديم
وكتبت له كلمات منذ زمن لعلها تصله يوما ما رغم أني لست بشاعر
أقول فيها
لك مني السلام والتحيه
أينما كنت يا أبن عوينه
ولك كل الحب يا أبا قتيبه
فأنت الصديق ونعم الخويه
في كل صبح وفي كل ليله
أرى شوقك قد غزى الأفئده
وكلما أنشدت غرباء
تذكرت أيام كنا سعداء
نتلوا كتاب الله صباحا ومساء
ثم نفترق على أمل باللقاء
والآن تعود بي ذاكرتي للوراء
فأذرف دمعي لأننا صرنا بعداء
تفصل فيما بيننا الحدود ولكن
هيهات أن تفصل بين القلوب
فما دام لنا رمق بالوجود
فبإذن الله سنلتقي وإن طال الغياب
ثم بعدما كتبت موضوعي السابق وذكرت أسمه في مقدمته
ورد لذهني أن أبحث بأسمه في جوجل بنية أن تظهر صفحة مدونتي
ففوجئت بأن صديقي القديم أصبح منشدا كبيرا مصيتا في بلاد الشام
وتخصص في الإنشاد الديني والوطني
وله من الأناشيد الرائعه الكثير , فأبهرني ما سمعت
وأعاد لي الذكريات كأنما أراها أمامي مصورة
وتذكرت أنه كان مشروع منشد كبير في صباه
وها هو حقق له الله ما أراد بإخلاصه وتفانيه لفنه وإبداعه
وعدم تلويثه بالكلمات الهابطه واللحن الرديئ
وكوفئ بالحصول على جائزة الشباب العالميه لخدمة العمل الإسلامي
وعاد الوصال الذي أنقطع منذ سنوات وسنوات,
ولأن ما كان لله دام وأتصل
وما كان لغير الله أنقطع وأنفصل,
فقد تلاقينا مجددا ولو مؤقتا عبر الإنترنت,
وقد يجمع الله الشتيتين بعد أن يظنان كل الظن أن لا تلاقيا .
ونقلت لكم أنشودة يا دار النخل العالي لعبد الفتاح عوينات
والتي أظن أن كلماتها موجهة للعراق الأسير :