( الشهيد /السيد بلال رحمه الله في المشرحه )
يقول رب العزه (ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني إتخذت مع الرسول سبيلا) صدق الله العظيم
إنه وعد الله تعالى لكل من طغى و تجبرعلى خلقه بالحسرة والندامه في يوم معلوم كان حقا على الكل ان يدركه
فيومها لا يوجد ملك سوى الملك الجبار ولا سلطان إلا للعلي القهار ،
فبماذا سترد على ربك يا من طغيت على الضعفاء ممن أسترعاك الله عليهم ؟؟؟
يحكى أن الحجاج أمر حراسه باحضار الإمام سعيد بن جبير( رحمه الله )
فلبس سعيد بن جبير اكفانه و تطيب وذهب معهم الى الحجاج،
وهو في الطريق كان يكرر هذا الدعاء : اللهم يا ذا الركن الذى لا يضام و العزة التى لا ترام، اكفنى شره
وكان يقول لا حول ولا قوة الا بالله، خسر المبطلون
و دخل سعيد على الحجاج
قال سعيد : السلام على من اتبع الهدى، و هى تحية موسى لفرعون
قال الحجاج : ما اسمك ؟
قال سعيد: اسمى سعيد بن جبير
قال الحجاج: بل أنت شقى بن كسير
قال سعيد: أمى اعلم اذ سمتنى
قال الحجاج: شقيت أنت و شقيت أمك
قال سعيد: الغيب يعلمه الله
قال الحجاج: ما رأيك فى محمد صلى الله عليه و سلم
قال سعيد: نبى الهدى و امام الرحمة
قال الحجاج: ما رايك فى علي ( كرم الله وجهه )
قال سعيد: ذهب الى الله إمام هدى
قال الحجاج: ما رأيك فىّ
قال سعيد: ظالم تلقى الله بدماء المسلمين
قال الحجاج: علىّ بالذهب و الفضة، فأتوا بكيسين من الذهب و الفضة و أفرغوهما بين يدى سعيد بن جبير
قال سعيد: ما هذا يا حجاج؟ ان كنت جمعته لتتقى به من غضب الله، فنعما صنعت، و ان كنت جمعته من أموال الفقراء كبرا و عتوا فوالذى نفسى بيده، الفزعة يوم العرض الأكبر تذهل كل مرضعة عما ارضعت
قال الحجاج: علىّ بالعود و الجارية فطرقت الجارية على العود و أخذت تغنى،
فسالت دموع سعيد على لحيته و انتحب
قال الحجاج: ما لك، أطربت؟
قال سعيد: لا و لكنى رأيت هذه الجارية سخّرت فى غير ما خلقت له، و عود قطع و جعل فى المعصية
قال الحجاج: لماذا لا تضحك كما نضحك ؟
قال سعيد: كلما تذكرت يوم يبعثر ما فى القبور، و يحصل ما فى الصدور ذهب الضحك
قال الحجاج: لماذا نضحك نحن اذن؟
قال سعيد: اختلفت القلوب و ما استوت
قال الحجاج: لأبدلنك من الدنيا نارا تلظى
قال سعيد: لو كان ذلك اليك لعبدتك من دون الله
قال الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلها أحد من الناس، فاختر لنفسك
قال سعيد: بل اختر لنفسك أنت، فوالله لا تقتلنى قتلة، الا قتلك الله بمثلها يوم القيامة
قال الحجاج: اقتلوه
قال سعيد: وجهت وجهى للذى فطر السموات و الأرض حنيفا مسلما و ما انا من المشركين
قال الحجاج: وجهوه الى غير القبلة
قال سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله
قال الحجاج: اطرحوه ارضا
قال سعيد و هو يبتسم: منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اخرى
قال الحجاج: أتضحك !!!
قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك و جرأتك على الله
قال الحجاج: اذبحوه
قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدى
وقتل سعيد بن جبير و استجاب الله دعاءه، فثارت ثائرة بثرة ( هى الخراج الصغير) فى جسم الحجاج فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج شهرا كاملا لا يذوق طعاما و لا شرابا و لا يهنأ بنوم و كان يقول و الله ما نمت ليلة الا و رأيتنى اسبح فى أنهار الدم، و أخذ يقول : مالى و سعيد، مالى و سعيد
و يقول الحجاج عن نفسه قبل ان يموت، رأيت فى المنام كأن القيامة قامت، و كأن الله برز على عرشه للحساب فقتلنى بكل مسلم قتلته مره، الا سعيد بن جبير قتلنى به على الصراط سبعين مره
يقول الله تعالى” إن ما توعدون لآت و ما أنتم بمعجزين” فهاهي نهاية كل ظالم لابد وأن يراها رأي العين
فلا مهرب لهم من قبضة رب العزه وما حلمه عنهم إلا تثبيتا لهم ولما يلقوه من وعيد الله وعذابه ، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام
( إن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) ويقول الله عز من قائل "ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" صدق الله العظيم
فلا تظن ايها الظالم المتجبر أنك بمأمن من عقاب الله سواء في الدنيا او في الآخره فالله مطلع على أعمالكم ولكن هناك يوم موعود لكم لا مهرب لكم منه
( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )