الأربعاء، 14 سبتمبر 2016

كان ياما كان

 
كان ياما كان كان أيام زمان :
إنه الموال الذي نشأ عليه أغلبنا إن لم يكن جميعنا،
إنها جملة بسيطة في مفرداتها ولكن عظيمة في تأثيراتها وشجونها
إنها الماضي بكل ما يحمله للبشر من سعادة وبهجه مهما كان قاسيا
فيكفي أن تقول كان ياما كان لتشعر بالحنين للماضي وحواديت الماضي ،
لذلك أعتمدتة الجدّات قديما في مستهل حكاويها لأحفادها
فقبل أن تجذبهم بها ليصغوا ويُعملوا خيالاتهم فإنهن يستجمعن بها الحواديت ويستحضرن بها الأحداث حتى وإن كانت مختلقه من وحي الخيال ،
تجد البعض عندما تراوده أحداث الزمان يبدأ بـ كان ياما كان
وكأن الجملة البسيطه تخرج بزفرات وآهات وأشواق تترجم في ملامح المتحدث أثناء رواية ما كان ،
فهل مازلتم مرتبطون بكان ياما كان ؟
وهل أجلستم أطفالكم لتحكوا لهم ما كان أيام زمان ؟
لا تحرموهم من متعة عظيمه ستنقش في عقولهم كالنقش عالحجر
بعد ان ملأتها الميديا والتكنولوجيا الحديثه بكل ماهو مادي ومبلد للأحاسيس والمشاعر

( من خواطري على الفيس بوك )

الجمعة، 9 سبتمبر 2016

أمة العرب ووحشية الحرب العالمية الثانيه

 
برلين - المانيا 1945

من يتعمق في البحث والقرائه ومشاهدة وثائقيات عن الحرب العالمية الثانيه ، سيدرك جيدا مدى تأثير هذه الحرب ( من 1 سبتمبر 1939 حتى 2 سبتمبر 1945) على تاريخ البشرية ، وكيف أنها حولت مسار دول كبرى لتتلاشى وتبرز دول عظمى أخرى ، وكيف أنها جعلت قارات بأكملها تنفض غبار الحكم العسكري لتتحول إلى المدنية الكامله ،
إذا فقد إستلزم ليصل العالم الأول إلى ما نراه عليه اليوم أن يمر بحرب مدمره أكلت الأخضر واليابس وقتلى ومفقودين مابين الخمسين والثمانين مليون إنسان !!

ولكن هل هذه ضريبة ملزمه لكي تصل أي أمة إلى التقدم والحكم الرشيد العادل ؟؟
وهل لو مثلا أرادت أمتنا العربيه أن تصل لهذا المستوى المتطور في أنظمة الحكم أن تمر بمثل تلك المآسي والويلات المدمره أيضا ؟؟

حتى وإن كان الجواب نعم فنحن أمة أضعف من أن نصل لهذه الوحشيه لسبب بسيط وهو أن تلك القوى المتناحره في الحرب العالمية الثانيه كانت دولا صناعيه ولها صراعاتها على مناطق النفوذ الغنيه بالثروات التي تحتاجها عجلة الصناعة لديها ، في حين أننا دول عالة على تلك الأمم صناعيا وما ندعيه من صناعة ماهو إلا تحت إشرافهم وتدريبهم بل ويملكون مفاتحه التي يمكنهم غلقها في أي وقت !!
وحتى مشاركات شعوبنا وبلداننا في تلك الحرب كانت بالإنزواء تحت لواء أحد المعسكرين المتحاربين كمناطق يتصارع عليها الأقوياء ووعده بالولاء !!

الحقيقه أنه يصعب علينا حتى أن نمارس وحشية الغرب الصناعي بمثل تلك الحروب ، ليس لعدم الكفائة الوحشيه لدى بعض أنظمتنا الحاكمه ولكن لأنه كما ذكرت لسنا دولا صناعيه بالمفهوم الشامل إضافة إلى أننا عاطفيين وليس للحس المصلحي البحت لدينا مثل تواجده لدى قادة المال والسياسه في تلك الدول ، 
فمن أسرار الحرب العالمية الثانيه ان شركات طاقة أمريكيه كانت تمول المجهود الصناعي النازي بالبترول في عز حرب أمريكا ضد المانيا ودول المحور في تناقض عجيب !!!
إذا لابد من التفكير في أساليب أخرى غير الإسلوب الغربي للقضاء على الفاشية العسكريه أو القبليه التي تحكم أمتنا إن أردنا حقا أن نلحق بركب الأمم المتطوره صناعيا وإداريا ، حتى لو كان الطريق الآخر أطول ولكن أفضل من واقعنا المتردي يوما بعد يوم ، والذي لا يظهر في أفقه أي بصيص أمل إلا بمعجزة إلهيه لا ندري أوانها وكيفيتها .
 ( من خواطري على الفيس بوك )