حرب العاشر من رمضان

10رمضان 1393هجري
هل أحد منا يتذكر هذا التاريخ
إنه ذكرى يوم من أمجد أيام تاريخنا
هذا اليوم يوافق ذكرى إنطلاقة حرب رمضان أو حرب أكتوبر المجيده
في هذا اليوم أخذت مصر وسوريا في يديهما زمام المبادره
وباغتوا العدو الصهيوني بما لم يكن يتخيل حدوثه
ففي تمام الساعه الثانيه بعد الظهر إنطلقت 220مقاتله مصريه
لتدك حصون ومواقع العدو في سيناء
وفي نفس الوقت باغتت المقاتلات السوريه العدو في هضبة الجولان .

وكان من المفترض أن تنتظر القوات البريه إنتهاء الضربه الجويه ليبدأ العبور

تحت ستار من نيران المدفعيه وصواريخ أرض أرض,

ولكن الجنود لم ينتظروا وبدأوا في تنفيذ العبور حتى قبل عودة الطائرات من داخل سيناء

وأنطلقوا في هجمة شرسه وهم يجلجلون سماء المعركه بنداء الله أكبر
وفي خلال ستة ساعات إستطاع الجيش المصري أن يدمر مواقع وتحصينات إسرائيل
على طول جبهة سيناء والإستيلاء على خط بارليف المنيع,

وسخرت من تعليق موشي ديان قبل الحرب لما قال (لكي تستطيع مصر عبور قناة السويس

وإقتحام خط بارليف يلزم تدعيمها بسلاحي المهندسين الروسي والأمريكي معا)

وإهتزت إسرائيل وبدا أن قيادتها شلت حركتها لدرجة إطلاق النداء الشهير

(أنقذوا إسرائيل ) في جميع وسائل إعلام العدو
وخلال آخر ضوء ليوم العاشر من رمضان (6أكتوبر1973)
كان الجيش المصري قد إستولى على مساحة بعمق من 10إلى15كم بطول خط الجبهه .
وعبور قناة السويس لم يكن بالأمر الهين
فقناة السويس بتضاريسها وتأميناتها كانت تعد من أصعب الموانع المائيه في العالم
هذا بالإضافه لكون العدو قد أعد مواسير بطول القناه يخرج منها غاز ملتهب
في حالة فكر المصريين بعبور القناه
ولكن التخطيط السليم والفكر العسكري الفذ ألهم القياده آنذاك القدره على
إرسال بعض وحدات المهندسين خلسة إلى الجانب الشرقي لقناة السويس
وقبل بدئ العمليات كانت تلك القوات إستولت على خزانات الغاز وأغلقت جميع
المحابس بحيث لا يستطيع الإسرائيليين إستعمالها
لذلك تمت عملية العبور دون خوف من تحول القناة لكتلة من اللهب
وكانت الفكره العظيمه بإستخدام خراطيم المياه القويه لإحداث ثقوب في الساتر الترابي
الذي أقامته إسرائيل على الضفه الشرقيه للقناه وذلك لإمكان عبور الدبابات والمدرعات
وفكرة الكباري العائمه والتي يتم تركيبها أثناء العمليات لعبور المدرعات والمجنزرات
وأطلقت القياده على خطة الحرب إسم بدر تيمنا بأول معركه بين المسلمين والمشركين
في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وقد كانت في شهر رمضان كذلك
فشهر رمضان هو شهر الإنتصارات للأسلام والمسلمين .

وتحقق هذا النصر التاريخي بأقل تضحيات ممكنه فلم يفقد سلاح الطيران المصري سوى

خمس طائرات أحدهم كان يقودها شقيق الرئيس السادات وأستشهد فيها وخسرت مصر 20دبابه

و250شهيدا , أما العدو فقد خسر 30طائره و300دبابه وعدة آلاف من القتلى

بالإضافه لخسارته الماديه الضخمه بفقده خط بارليف المنيع .

وبعد أن تأكد للسوفيت إنتصار المصريين بدأ في إرسال الجسر الجوي لدعم القوات في الجبهه

بالسلاح والعتاد وقطع الغيار متزامنا مع الجسر الجوي المكثف الذي أرسلته الولايات المتحده

لإسرائيل لدرجة إنزال الدبابات الأمريكيه مباشرة لأرض المعركه.
حقا لقد أثبتت تلك الحرب مدى القدره والعبقريه التى يتمتع بها قادة العسكريه المصريه
وبإمكانيات تسليح أقل مما يملكه العدو الإسرائيلي
وأثبتت كفائة الجندي المصري الذي تحدى الصعاب ونفذ معجزة عسكريه بكل المقاييس,

وأعادت تلك الحرب الكرامه للأمة العربيه بعد نكسة 5يونيو1967

والتي لم يكن للقوات المسلحه أي يد فيها, ولكن سوء التخطيط وفساد قيادات الجيش

آنذاك كانت من أهم العوامل المؤديه لها.
وكما قال السادات رحمه الله أن التاريخ سيقف طويلا بالفحص والدرس أمام
عملية يوم السادس من أكتوبر , العاشر من رمضان .
فتحية لأبطال حرب رمضان من قادة وضباط وجنود .

وتحية لبطل الحرب والسلام الشهيد محمد أنور السادات.....

هنا مقطع من خطاب السادات عقب الحرب