لم أكن أود الحديث عن أمر تلك التصفيات في حينها...فقد كانت النفوس مشتعله والقلوب مغلقه لمجرد الحديث عن الأمر من منطلق عقلاني ،
ولأني محب لوطني لأبعد الحدود فقد وجدتني أحيانا كغيري من المصريين والجزائريين أحصر هذا الإنتماء والحب في مجهود أحد عشر لاعبا وجهاز أداري لا يهمه سوى إهداء الفوز لمن لا يستحقه ،
لن أتحدث عن أحداث مباراة عنابه وما حدث هناك من تجاوزات لم يثبتها أتحاد كرتنا في حينها .. ولن أتحدث عن أحداث مباراة القاهره وما حدث بها من تجاوزات ولكن أثبتها إتحاد كرة الجزائر في حينها ..ولا أحداث مباراة الخرطوم والتي تعامل أتحاد كرتنا معها بمنطلق ردة الفعل ولكن بشكل زائد عن الحد ، ولكن لابد من التوقف عند أسباب ما لحق بنا من عقوبات دوليه لما حدث في مباراة القاهره .
فإتحادنا أنكر في البدايه حدوث أي إعتداء على حافلة المنتخب الجزائري ولكنه أعترف بحدوث ذلك ولكن بعدما بلغ السيل الزبد وبعدما تدهورت علاقات الشعبين لحد لا يمكن علاجه في المدى القريب
فكل منصف يعلم من البدايه أنه حدث شغب من بعض الجماهير على حافلة منتخبهم والجزائريين أثبتوا ذلك بمرافقة بعثة التليفزيون الفرنسي لمنتخبهم وبالصور والفيديو
فماذا كان سيحدث لو أعلن ذلك في حينه وأننا نتبرأ ممن فعلوا ذلك ؟؟؟ ألم تكن الأمور ستنتهي عند ذلك الحد !!
أليس في أسلوب المماطله والتغرير بالشعب خسائر فاقت أي خساره كانت ستنجم عن الإعتراف بالخطأ
نعم تم إلقاء الحجاره على حافلة لاعبيهم
نعم كان لاعبينا ومازالوا يتعرضون لكل العنف في الجزائر
ولكننا لم نتمسك بحقوقنا ولم نثبتها للعالم
وهم تمسكوا وأثبتوا .
أما ما حدث في السودان ومحاولة إتحاد كرتنا وإعلامنا التهويل منه للتغطيه على ما حدث في القاهره...فقد كانت خطة غبيه دمرت ما بقي لنا من كرامه ورجوله في نظر العالم ، فمن يقبل أن يظهر رجال مصر يتباكون أمام الشاشات ؟ وهل هؤلاء هم رجال مصر ؟ لا ليسوا هؤلاء فمصر أقوى من أن يكون الباكين هم رجالاتها .
ثم من المسئول عن بيع تذاكر من حصة مصر للجزائريين هناك ؟
ومن المسئول عن منع جمهورنا الكروي الحقيقي من التوجه لهناك والسودان دولة جارة لنا وعلى حدودنا ؟؟
ومن المسئول عن غلق حدودنا البريه مع السودان قبل المباراه بعدة أيام كي لا يزحف الجمهور المصري برا ؟؟؟؟
ومن المسئول عن إقتصار جماهيرنا على الفنانين ومختارين من الحزب الوطني فقط وحرمان باقي فئات الشعب؟ وما الهدف المقصود من وراء هذا ؟؟؟
الإجابات واضحه لكل ذي عقل ولب ناضج .
فهذه مأساتنا التي تكمن في تسييس كل إنجاز شعبي أو حتى رياضي، فالفنانون والمختارين من الحزب الوطني هم الأقدر على تصوير مشهد البيعه للرئيس المرتقب في إحتفالهم به في الإستاد في حالة الفوز بالمباراه ،،
ثم جاءت العقوبات والتي أراها منصفه (رغم أحقية وجود عقوبات على الإتحاديه الجزائريه أيضا ) لكي تكون جرس إنذار يفيق إتحادنا الكروي من سباته ويعلم أن الكره ليست فقط لعبه بل أضحت مقياسا عالميا للشعوب والحكومات ومدى النضج التي تتحلى به .
ورغم أن تأثير تلك المباره كان مدمرا لعلاقات الشعبين الشقيقين إلا أن نوافذ النور بيننا لم تغلق ... ورغم قلتها إلا أنها موجوده وستزداد يوما بعد يوم في مقابل نوافذ الظلام والجهل المتبادل ،
تلك قصة حدثت في فرنسا ترويها إمرأة جزائريه سأنقلها لكم كما هي روتها وبصيغتها العفويه... لكل طيور الظلام ودعاة الفتنه والفرقه علهم يشعروا بالخجل من أنفسهم ، وقد أوردتها في رد على تعليق شاب مصري في أحد المواقع الرياضيه ( أنظر هنا )
تقول نجلاء يحي :
حقا .." الخير فى وفى أمتى إلى يوم القيامة صدق الرسول الكريم - أنا أُؤيدك تماما أخى عبدالقادر ... وكم أسعد كثيرا عندما أقرأ من الاخوة المصريين مثلما كتبت أنت ، ولأن كلامك خارج من القلب فإنه قد دخل قلوبنا بمنتهى اليسر وكأنه أطفأ الكثير من نيران شيطانيه، واستجابة لدعوتك اذكر هنا موقف قد حدث لى ، انا جزائرية فى فرنسا وذات مرة وانا اسير ليلا وحدى نتيجة سفر زوجى لظروف طارئة بعمله وجدت سيارة بجانب الطريق انوارها مطفئه ويجلس بها شابين لا اعلم جنسيتهما الاجنبية ، وعندما مررت بجوارهم شممت رائحة دخان مخدرات وامتدت احدى الايدى للامساك بى ، فصرخت بصورة لا ارادية فوجدت شاب قد قفز قفزا الى واشتبك فى عراك بمفرده حتى سانده اخر ففرت السيارة -- وعندما حاولت شكر الذين اغاثانى وجدت الاول منهم مصرى والثانى ايضا مصرى صديق له ، ولم يتركانى الا امام منزلى ، ومن يومها اعتز بعروبتى جدا جدا واحببت اخوانى الشهماء من مصر الغاليه
تمت