الأحد، 17 أكتوبر 2010

المرأه والباذنجانه ( قصه واقعيه )


أخواني وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد طول غياب أحببت ان أعود بقصة رائعه .... ذكرها داعية من الرجال الذين يندر أن يجود الزمان بأمثالهم
إنه الشيخ على الطنطاوي رحمه الله صاحب برنامج (على مائدة الإفطار) الشهير في سالف الأيام
قال رحمه الله تعالى في مذكراته:
في دمشق مسجد كبير اسمه جامع التوبة، وهو جامع مبارك فيه أنس وجمال، سمي بجامع التوبة لأنه كان خاناً ترتكب فيه أنواع المعاصي ، فاشتراه أحد الملوك في القرن السابع الهجري ، وهدمه وبناه مسجداً. وكان فيه منذ نحو سبعين سنة شيخ مربي عالم عامل اسمه الشيخ سليم السيوطي، وكان أهل الحي يثقون به ويرجعون إليه في أمور دينهم وأمور دنياهم، وكان هناك تلميذ مضرب المثل في فقره وفي إبائه وعزة نفسه، وكان يسكن في غرفة بالمسجد. مرّ عليه يومان لم يأكل شيئاً، وليس عنده ما يطعمه ولا ما يشتري به طعاماً، فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت، وفكر ماذا يصنع، فرأى أنه بلغ حدّ الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة، وآثر أن يسرق ما يقيم صلبه.
يقول الشيخ الطنطاوي: وهذه القصة واقعة أعرف أشخاصها وأعرف تفاصيلها وأروي مافعل الرجل، ولا أحكم بفعله أنه خير أو شر أو أنه جائز أو ممنوع.
وكان المسجد في حيّ من الأحياء القديمة، والبيوت فيها متلاصقة والسطوح متصلة، يستطيع المرء أن ينتقل من أول الحي إلى آخره مشياً على السطوح، فصعد إلى سطح المسجد وانتقل منه إلى الدار التي تليه فلمح بها نساء فغض من بصره وابتعد، ونظر فرأى إلى جانبها داراً خالية وشمّ رائحة الطبخ تصدر منها، فأحس من جوعه لما شمها كأنها مغناطيس تجذبه إليها، وكانت الدور من طبقة واحدة، فقفز قفزتين من السطح إلى الشرفة، فصار في الدار، وأسرع إلى المطبخ، فكشف غطاء القدر، فرأى بها باذنجاناً محشواً، فأخذ واحدة، ولم يبال من شدة الجوع بسخونتها، عض منها عضة، فما كاد يبتلعها حتى ارتد إليه عقله ودينه،
وقال لنفسه: أعوذ بالله، أنا طالب علم مقيم في المسجد، ثم أقتحم المنازل وأسرق ما فيها؟؟
وكبر عليه ما فعل، وندم واستغفر ورد الباذنجانة، وعاد من حيث جاء، فنزل إلى المسجد، وقعد في حلقة الشيخ وهو لا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع،
فلما انقضى الدرس وانصرف الناس، جاءت امرأة مستترة، ولم يكن في تلك الأيام امرأة غير مستترة، فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه،
فتلفت الشيخ حوله فلم ير غيره، فدعاه وقال له: هل أنت متزوج؟ قال: لا، قال: هل تريد الزواج؟ فسكت،
فقال له الشيخ: قل هل تريد الزواج ؟ قال: يا سيدي،ما عندي ثمن رغيف والله فلماذا أتزوج؟
قال الشيخ: إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي وأنها غريبة عن هذا البلد، ليس لها فيه ولا في الدنيا إلا عم عجوز فقير، وقد جاءت به معها - وأشار إليه قاعداً في ركن الحلقة - وقد ورثت دار زوجها ومعاشه، وهي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها على سنة الله ورسوله، لئلا تبقى منفردة، فيطمع فيها الأشرار وأولاد الحرام، فهل تريد أن تتزوج بها؟ قال: نعم.
وسألها الشيخ: هل تقبلين به زوجاً؟ قالت: نعم.
فدعا بعمها ودعا بشاهدين، وعقد العقد، ودفع المهر عن التلميذ، وقال له: خذ بيدها، وأخذت بيده ، فقادته إلى بيته، فلما دخلته كشفت عن وجهها، فرأى شباباً وجمالاً، ورأى البيت هو البيت الذي نزله، وسألته: هل تأكل؟ قال: نعم، فكشفت غطاء القدر، فرأت الباذنجانة، فقالت: عجباً من دخل الدار فعضها؟؟
فبكى الرجل وقص عليها الخبر، فقالت له:هذه ثمرة الأمانة،
عففت عن الباذنجانة الحرام، فأعطاك الله الدار كلها وصاحبتها بالحلال.

هناك 18 تعليقًا:

طوبه فضه وطوبه دهب يقول...

سبحان الله بجد قصه اكثر من رائعه وحقا من ترك شيئا لله عوضه بخير منه فكان العوض اجمل ما يكون ربنا يكرمك اخى الكريم ويارب تكون بالف خير

Unknown يقول...

من ترك شيئاً فى الحرام ناله فى الحلال
ـــــــ
مرحباً بعودتك أخى الكريم : أحمد
وأشكرلك هذا الطرح الطيب والذى حمل فى طياته درساً وعظة...
ورحم الله تعالى الشيخ الجليل

Unknown يقول...

احمد
الاول حمد لله ع السلامة
القصة خلتنى ابكى من شدة التاثر
بجد جميل الايمان بالله عزوجل وجميل ان ينال المرء جزائة بكرم الله وجودة اضعافا مضعفة

سلمت اناملك وانتقائك

مـجـنـووون يقول...

حمدالله علي السلامه

طبعا قصة في منتهي الروعه

والله لو الناس يبقي عندها ثقة أن الي عند ربنا احلي وأجمل ، عمرها ما هتبص للحرام وربنا يعطيهم من حيث لا يحتسبوا

تقبل مروري
مجنووون

ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...

أخي الودود / أحمد

حقا ان عاقبة الصبر حميدة ، و جزاء الصابر عاقبته خير له ..
و محاسبة النفس و كفها عن السوء له اثر طيب في حياة الانسان .

و للقصة الهادفة اثر في توجيه النشء ، فما اجمل هذه القصة بما احتوته من مضامين الصبر و الامانة و محاسبة النفس و العفة و الجزاء الحسن .

بالتوفيق

همس الاحباب يقول...

حمد لله على السلامة
وعودا احمد يا عم احمد
اما القصة فرائعة حقا
ولا نملك الا ان نقول سبحان الله
اذا اراد شىء فانما يقول له كن فيكون
تحياتى

Esmat يقول...

بارك الله لك وجزاك كل الخير،

سهل وسهيلة يقول...

نتمنى أن تشاركنا التفكير في
كلانا يفكر
http://shlandsohila.blogspot.com


سهيلة

هانى زينهم يقول...

رائعة يا احمد كعادتك .. ربنا يجعلها فى ميزان حسناتك حسنات اللى قراها واتعلم حاجة منها . ازيك يا صاحبى ؟؟

Dr Ibrahim يقول...

من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
بارك الله فيكم

جلال كمال الجربانى يقول...

السلام عليكم

قصه جميله وتوحى بالكثير
جزاك الله خيراً

وكل عام وأنت بخير حال

طوبه فضه وطوبه دهب يقول...

كل سنه والدنيا كلها بخير كل سنه وانت بالف خير وصحه وسعاده

ahmed_k يقول...

طوبه فضه وطوبه دهب


ربنا يبارك فيكي يا دكتوره
وحقا ما قلتي
فهو حكمة القصه التي يستفاد بها
شكرا على المرور والتواجد
*************************************************
محمد الجرايحي


مرحبا بك اخي محمد
واسعدتني كلماتك ومرورك الجميل
في امان الله
*********************************************
نهر الحب


سلمتي وسلمت اناملك على الكلمات الطيبه
وحقا ربنا اكرم من الإنسان
فحينما نترك شيئا لله فإنه لابد ان يعوض بما هو أفضل واعلى
دمتي بكل خير

ahmed_k يقول...

مجنووون


سلمك الله وعافاك
ما اجمل ان يثق المخلوق بخالقه
فإنه لن يضيعه
أسعدتني بتواجدك اخي الغالي بعد طول غياب
***********************************************
بسام الكثيري


بارك الله فيك اخي الغالي بسام
فالقصه تحمل كما ذكرت من المعاني
ما يقوم إعوجاج اعتى المجتمعات
لو تمعنا بها جيدا وعلمنا ان ما عند الله آت لا محاله
نورت بيتك التاني يا بسام
********************************************
همس الأحباب


سلمك الله
فحقا قلت إنما امره إذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون
أسعدتني بمرورك الطيب أخي خالد

ahmed_k يقول...

Esmat


وجزاكي كل الخير على المرور الجميل
تقبلي اخلص تحياتي
**********************************************
سهل وسهيله


حاضر من عيوني
تقبلوا تحياتي
**********************************************
هاني زينهم


بل الأروع مرورك وتواجدك على صفحات المدونه
وانا بخير يا صديقي الغالي
وأود رؤيتك قريبا بإذن المولى سبحانه
دمت في رعاية الله

ahmed_k يقول...

Dr Ibrahim


بارك الله فيك يا دكتور
اسعدتني بمرورك وتواجدك
***********************************************
واحد من العمال


وعليكم السلام ورحمة الله
وجزاك الله خير الجزاء
نورتنا يا أخي الغالي
**********************************************
طوبه فضه وطوبه دهب


وحضرتك بالصحه والسلامه يا دكتوره
وعامك سعيد مبارك
وشكرا جزيلا على لفتتك الطيبه الرقيقه
في امان الله

ابو المقداد يقول...

كلام طيب وجميل وننتظر المزيد

ahmed_k يقول...

أبو المقداد


أشكرك أخي الكريم على المرور والتواجد
فلا تحرمنا من دوام طللتك
في امان الله